أخذ السائق يعبث في مشغلات الراديو .. توقفت يده على محطة إذاعية كان المذيع
يستقبل اتصلات .. اول اتصال من فتاة تبكي بكاءًا شديدًا وتقول ( أيوه يا أسامه(
عرفت لتوي أنه الـ ... أسامة منير .. سمعت عنه كثيرًا من الفتيات حولي ولكني
لم أسمعه مطلقًا من قبل .. طلب من الفتاة أن تبدأ في سرد قصتها .. فبدأت ..
قالت أنها أحبت شخص لدرجة كبيرة وتعلقت به وهو أيضًا فكانت تقابله باستمرار
حتى غدا كل منهما _ على حد قولها _ لا يحتمل فراق الآخر .. وبعد التخرج
لم يملك هذا الشاب ما يتقدم به لخطبتها .. وتقدم لها آخر .فأصر الأهل على زواجها
من الآخر لأنه لم تكن به عيوب .. ولأن والدها مريض ويريد أن يراها متزوجة
ويطمئن عليها ( قبل أن يفارق الحياة ) .. وبالفعل تمت الخطبة .. وبعد هذا العقد ..
ولكن هناك شيء يحدث من وراء الكواليس فلقد كانت تقابل هذا الشاب باستمرار
ولم تنقطع علاقتها به .. وبعد أن علمت منه انه استطاع أن يتقدم لها وأن ظروفه
تحسنت .. استجمعت قواها ووقفت أمام كل من حولها وبالفعل انفصلت عن خطيبها بعد
أن تنازلت له عن كل حقوقها .. وبعد هذا طلبت ممن تحبه أن يأتي ليطلبها رسميًا ..
فقال لها : ( أفضل أن نظل إخوة في الله ) . ولكن لم تنتهِ القصة على هذا .. فظلت
الفتاة متعلقة به .. وكانت تقول ماذا أفعل فأنا لا أستطيع تركه ..!!
تعقيب :هذه القصة ليست غريبة وتكررت وسمعنا عنها آلاف المرات .. بل هناك من
ظلوا هكذا سبع سنوات وبالأخير تركها من دون سبب .. ولكن ما تفسير هذه الظواهر
التي تبدو للبعض غريبة .. أخبركم : عندما يصاحب شاب فتاة
وتحدث بينهم قصة وتسمح له هذه الفتاة بأن يحدثها ويزيل التكاليف فإن الفتاة لا تستطع
أن تمنع عقل هذا الشاب من ظن واحد يأتي برأس جميع من يصاحب الفتيات وهو
( أن هذه الفتاة حدثت غيري وليس بعيدًا أن تكون تحدث غيري وهي تحدثني ولا يوجد
مانع من أن تحدث مستقبليًا .. لذلك فإن الطبيعي أن كل شاب _ حتى وإن لم يكن
متدين _ يريد من تكون له وحده من يخرج من بيته مطمئنًا وعلى يقين أن هناك من
تحفظه .. أي شاب مهما كان .. ولكن هذه الفتاة التي أحبها لا تحقق له هذه المعادلة فقد
أعطت له الأرضية التي يبني عليها كثير من الشكوك فهي لم تحفظ أهلها فكيف ستحفظه
وتحفظ بيته .. لذالك عند الزواج نسمع هذه الجملة كثيرًا ممن يصاحبون ( أنا زهقت
وعايز واحده محترمة ) لما ؟؟ لأنه رأى أصناف الفتيات وجرب هذه وهذه ومل منهم
بالمعنى الأصح .. فماذا سنقول بعد الزواج او العقد إذا كنت قد قلت لها .. وقالت لي
أحبك ألف مليون مرة .. ما التغير الذي أشعره وأين الفرحة الحقيقية حين نخرج سويًا
وقد خرجت معها كثيرًا من قبل .. وهناك من ينظر لأبعد وأبعد .. كيف ستربي ابنتي
وهي لم تُربى وهذه الأمور بالنسبة لها عادية فقد تربيها على ما فعلته .. وهناك من
يقول .. لن يبارك لي الله في زواج بدأته بخطأ .. هذا هو الواقع ..
ولكن هل الفتاة في هذا الموقف تُعتبر ضحية ؟؟
أقول لكم ولا تتعجبوا ( لا ) بل هي جانية وهذه ابسط عقوبة من الله لها .. غير عقوبة
الآخرة _ إذا لم تتب _ لأنها لم تحترم حرمات الله وتجاوزتها وأطاعت مخلوق حقير
في معصية رب السماء والأرض ..
عبارات تُسيء إليكِ فلا تقوليها : للأسف سمعت كثير من الفتيات يقولون عبارة أحزنني
أنا اسمعها من مثلهن وهي ( أرفض الزواج التقليدي أو أرفض زواج الصالونات )
ولا يعرفن أن الزواج التقليدي هو الزواج الإسلامي الصحيح وأنجح الزيجات تكون
تقليدية .. ألا تعرف الفتاة أحد ولا يعرف الشاب أحد قبل الزواج ثم يسمع عن أخلاق
واحدة فيدخل من باب بيتها ويراها وتراه .. ويحدث كل شيء في النور بلا خوف
وباطمئنان .. وفي ظل رضا من الله عز وجل .. فيبارك الله فيه ..
حقيقة إسلامنا رائع ..ما أجمله !! حفظ البيوت وحفظ الكرامة وحفظ للإنسان كل شيء
فكأن هذه الحياة صحراء لا نعرف أين الطريق الصحيح فيها وكأنه هو الدليل الأمين
لهذه الصحراء .. فتجد الجميع يتخبط إلا المؤمن الذي اطمئن قلبه بالإيمان ,,
رسالة للفتاة ورسالة للشاب :
أما عن رسالتي لكِ أيتها الحبيبة .. ان تحافظي على كرامتكِ ولا تفرطي بميكروم منها
وليس ملي واحد .. واعلمي أنكِ اليوم فتاة وغدًا أم .. فراعي أهلكِ ترعاكِ ابنتك ..
وإذا وضعكِ الله بمكان تخالطي به الشباب فحدثيهم بكل جدية حتى تقطعي أي ظن من
ناحيتكِ .. وحتى لا تعبثي بالقلوب .. لأن من تفعل هذا فهي مريضة تشعر بالنقص
من داخلها وتريد أن تكمله بأن ترى هذا وهذا وهذا متعلقون بها ,, وحشاكِ أن تكوني
مثلها .. وأنتِ قدوتكِ الصحابيات المجاهدات العابدات .
ولا تنسي بيوم .. أنه .... من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح بميت إيلام .
وأنت أيها الأخ الكريم .. إذا لم تكن لك أخت فلك أم .. وستكون لك ابنة فراعي الله
في فتيات الناس يرعاك الله في أهل بيتك ويرزقك الزوجة الصالحة التي تصونك ..
وليكن عندك غيرة على أختك في الإسلام .. غيرة حتى من نفسك أن تحدثها ..
وفي النهاية أرجو من الله العلي القدير أن ينفع بكلماتي تلك .. فتكون تذكره أو رادعًا
فمن أراد الله أن يهديه أسمعه ..
4 التعليقات:
أسامة منير هذا منصر علي فكرة .. وبأمانة بيتصل بيه شوية بنات غاية في قلة الأدب .. حسبنا الله ونعم الوكيل.. لا أعرف لماذا لا تتدخل الدولة لوقف مثل هذه المهازل؟
لا أعرف هذه المعلومة حقيقة .. كل ما أعرفه أنه شخصية ( غير محترمة ) . جُزيتم خيرًا لمروركم .
كلام جميل فعلا يا هند ، وتحليل رائع ..
نفع الله بك يا حبيبتي ..
جزيتِ خيرا ..
أكرمكِ الله يا زهراء .. ولا حرمنا طلتكِ أبدًا
دمتِ بخير يا غالية .
إرسال تعليق