حمق القلم..

                                                

  

**إضاءة**..نسمع كثير من الناس في زمننا ..يتحدثون بحديث غريب جداً..حين يفصلون قضية فلسطين عنا ويقولون لنا وطننا ..مالنا

 وقضية فلسطين..ولا يسعني الرد عليهم إلا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم

مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو..تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.."رواه البخاري ومسلم..

حقاً لا أدري ماذا أقول أمام هذا التشبيه الرائع..لا أدري بأي قول أفهمهم طبيعة العلاقة بين المسلمين بعد هذا الحديث الذي يشرح نفسه

بكل حرف فيه..

ومن أجمل ما قرأت حقاً رداً على هؤلاء الذين يحصرون حدود الوطنية في حدود بلدهم...قطعة للإمام حسن البنا _رحمه الله _في كتابه

الرائع.."مجموعة الرسائل" اسمعوا هكذا .."أما وجه الخلاف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة..وهم يعتبرونها

بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية,فكل بقعة فيها مسلم يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله )وطن عندنا له حرمته وقداسته

وحبه والإخلاص له والجهاد في سبيل خيره , وكل المسلمين في هذه الأقطار الجغرافية أهلنا وإخواننا نهتم لهم ونشعر بشعورهم

ونحس بإحساسهم ,,,ودعاة الوطنية ليسوا كذلك فلا يعنيهم إلا أمر تلك البقعة المحدودة الضيقة من الأرض..

ويظهر ذلك الفارق العملي فيما إذا أرادت أمة من الأمم أن تقوي نفسها على حساب غيرها..فنحن لا نرضى ذلك على حساب

أي قطر إسلامي..وإنما نطلب القوة لنا جميعاً,ودعاة الوطنية المجردة لا يرون في ذلك بأساً,,ومن هنا تتفكك الروابط

وتضعف القوى ويضرب العدو بعضهم ببعض .." انتهى كلام الامام "رحمه الله "

لا أدري حقاً ماذا أقول بعد هذه الكلمات..إلا خاطرة جاش بها قلبي قبل أن يجيش بها عقلي وقلمي..

                                                                 

                              ***الخاطرة***                                                                              

              من حمق قلمي لم يعِ مآساتي ---- فأبى عليّ النظم للكلماتِ

      قلت أترفض للحروف كتابة ---- والأقصى بين الأسر والدمعاتِ

ماذا دهاك.!!فهل أُصِبت بلعنة ---- أكتب فبعد اليوم لا لسكاتِ

قال اكتبي عن أهل قطركِ أولاً ---- أفلا ترين الظلم والآهاتِ

أفلا تري زهر الشباب وقد غدا ---- خلف السجون يعيش في الظلماتِ

حكام بلدكِ للقصور قد اعتلو---- والشعب يسكن محفل الطرقاتِ

وإذا أتى رجل يقول رويدكم ---- بالشعب قد سالت له العبراتِ

لم تسمعي صوتاً له وكأنه ---- سكن التابوت وصار في الأمواتِ

قلت له :صه يا قلم لا ترتكب---- حمق الذي قد عاش في السكراتِ

قال   لنا  أوطاننا  وبلادنا ---- والأقصى دعه يغوص في النكباتِ

أو لم يعِ قول الحبيب رسولنا ----المسلم لأخيه كاللبناتِ          

فبلادنا الإسلام ويحك يا فتى ---- دع عنك قول الزور والحماقات 

بالقلب حب المسلمين قد امتلى ---- بالنفس بل بالدمِ بالنبضاتِ

        ولسوف يأتي عن قريب أميرنا ---- ليوحد الصفوف والراياتِ       

            مهما تأخر ننتظر لن نبتئس ---- فالنصر قادم في القريب الآتي       

            ولسوف تعلو للوجوه بشاشة ----ولسوف يرسم ثغرنا البسماتِ     

كتبتها على استحياء  : قطرة الندى