اللــــهم إني أستودعك قلبي .. فلا تجعل به أحدًا غيرك

الخميس، 16 فبراير 2012

وماذا عن الحب ؟؟




دقت أبواب منازلنا الشياطين حاملة معها أشياء بهية المنظر .. عيون ساحرة وشعر

مسدول ووجه يفتن كل من ينظر إليه .. جمال يجعلكِ _ أنتِ كفتاة _ لا تريدين الالتفات

ويجعل الرجال _ عند رؤية من مثلهم من الرجال _ يفقدون الأمل أنهم

سترضى بهم فتاة بعد رؤية هذه الوجوه !!

 ..
تبدو وجوه جذّابة ولكن ما إن نزعنا عنها القناع حتى رأينا

وجه شيطان ماكر .. خادع .. نعم إنها المسلسلات والأفلام عامة .. والتركية والهندية

خاصة .. ذلك الوباء الذي لم يترك حتى الملتزمين .. !!

فصار الكثير منهم يتحدث عن الأفلام بلا خجل .. وعن المسلسل التركي الذي ينتهي

في ألف وخمسمائة حلقة .. وبالرغم من ذلك يجلسون لمتابعته في وقته بالضبط

وفي النهاية لا يجنون إلا كلمة واحدة ( حسره على شبابنا الي راح يا اختي !! (

تابعت إحداهن _ وهي مدمنة مسلسلات تركية وأفلام هندية _ وعندما حاورتها

وجدتها تكره شكلها وتبغضة .. لدرجة أنها تبكي حين تنظر في المرآة .. مع أن جمالها

فوق المتوسط .. بل بنظر البعض هي جميلة .. ولكن عندما تقارن بينها وبين هؤلاء

فإنها تشعر بالنقص ..!! وغيرها من الفتيات فقد أُصبن بالعقد النفسية حتى عند اختيار

الزوج .. فتجلس الفتاة لتتابع الشاب في المسلسل التركي .. وتنتظر أن يأتي لها مثله

وتظل تعقد المقارنات ..

وفي خضم المقارنات تنسى المعيار الحقيقي للإنسان .. وتتناسى وصية رسولها

(
صلى الله عليه وسلم ) .. ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .... )

بل وتنسى وينسى أنها إن أخذت أوسم الرجال .. وهو لو أخذ أجمل الفتيات .. فسيذهب

هذا الجمال بعد عدة سنوات وتبقى الأخلاق الصالحة تُضيء دروب الحياة .. وتبقى

العشرة الرائعة شاهدة على أجمل بيت ارتفعت فيه شريعة الخالق فوق كل شيء ..

تريد أن تسير به مباهية به الصديقات ,, وكأنه حقيبة جميلة اشترتها من المتجر

وتعرضها أمام الجميع .. وهو يريد أن يبدو ذاك الرجل الذي أوقع أجمل الفتيات ..

وإذا فشل كل هذا _ وجاءت القسمة والنصيب _ بمن أشكالهم مقبولة .. فماذا سنفعل

(
هي موتة ولا اكتر ) فتظل تخبأه.. ويظل يخفيها عن أقاربه

كأنهم عار !! ونسوا أن ذاك الشاب الوسيم .. وتلك الفتاة الجميلة .. ربما يجعلوا من حياتهم
جحيم مقيم وعذاب لا ينتهي .. هذا بالنسبة للزواج ..

أما عن الحب .. فهو قصة أخرى .. لقد أصبح الحب .. تلك الكلمة التي تحمل أروع

الدلالات .. تلك الكلمة التي نستطيع أن نحملها لقب أطهر كلمة في الوجود .. أصبحت

كلمة ملوثة .. مما فعله البعض بها .. فقد حمّلوا تلك الحروف الطاهرة أعظم الآثام ..

فظلوا يرتكبون أقذر ما رأته العين باسم الحب !!

فهذا منزل أذهب لزيارته ليستوقفني فيه مشهد من مسلسل تركي مشهور .. يقول

فيه البطل للبطلة .. لقد تخليتي عني وتركتيني لأجل العادات والتقاليد ..

ولما اكتمل الحوار بقوله لها .. لقد قلت لكِ أني لا أريد الزواج وأن الزواج سيقتل حبنا .

أنا وقفت في حالة من الزهول .. الذي يصيب الإنسان بالخرس المؤقت فلا يجد أي

تعليق !! الزواج عادات وتقاليد !! وظللت مترقبة ماذا ستقول له ..

فردت عليه قائلة .. سامحني أرجوك فقد كنت غافلة .. وتبتسم وهي تبكي

  )
دموع الشياطين ) وتقول له .. هيا لنذهب إلى منزلنا !! وبعد ذلك يأتون بمشهد

وهما يلعبان مع طفلهما بلا زواج !!

باسم الحب ..يصير الزواج عادات وتقاليد ,,. وباسم الحب .. يعطي الفتاة الحق

أن تحدث رجل أجنبي عنها .. وعندما يعلق أحد .. ( حرام عليكم أديكو ظلمتوها طلع

الي بتحبه هو الي بيكلمها !! ) وباسم الحب صارت خانة الحالة الاجتماعية على

صفحات الفيس ( مرتبطة ) ..لاهي متزوجة ولا هي مخطوبة   !!

وعندما تتحدث مع إحداهن .. تصرخ في وجهك ( آه هو دا الي ناقص تقولوا لنا الحب

حرام .. أصل قلوبنا دي بإدينا ) .. كلمة جديدة وحجة مقنعة ( قلوبنا ليست بأيدينا(

ودعوني أتوقف للحظات أمام هذه الكلمة .. عندما كان الرسول ( صلى الله عليه وسلم (

يعدل في معاملة زوجاته ولكنه كان يحب السيدة عائشة أكثر من أيهن ..

قال : ( يا الله هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك .. ) نعم كان يقصد حينها قلبه

فالقلوب بيد الله بالفعل ولكن أفعالنا لنا فيها الخيار .. فقد عدل رسول الله فيما بينهن

ولو نظرنا إلى الظاهر لما فرقنا ولا عرفنا من فيهن أحب إليه _ لولا قوله _ وهكذا

نحن .. من الممكن أن يقع القلب في أمر كهذا بالفعل .. ولكن بيد الإنسان أن يقنن

تلك المشاعر ويهذبها .. لأنه يحمل لقب إنسان وليس حيوانًا يفعل كل ما يريده من غير

ضابط ولا رابط .. ربما تحتاج إلى إرادة ومقاومة داخلية .. ولكنها اشياء ممكنة ليست

مستحيلة  .. وما أن يعصي الإنسان نفسه مرة حتى يكسر شوكتها ويكبح جماحها ..

ومع الدعاء والتضرع إلى الله .. ومع اليقين بأن رزق الإنسان آت له آت .. يظل

القلب متعلقًا بالله .. يراه في حياته كلها قاطبة .. فيكافأه الله على صبره ويقينه

بأن يمنحه أجمل الهدايا ويحفظه من الفتن ويضع عليه هالة من نور .. وعلى قدر

المشقة يكون الأجر .. إسلامنا عظيم وإلهنا رحيم وحياتنا في ظلال الشريعة راقية سامية ..

فوالله لو تابعنا النتائج كما تابعنا المقدمات لوجدنا أن غالبية من يستسلمون لمشاعرهم

يعيشون حياة مدمرة .. ولو ادعوا غير ذلك _ كذبًا _ فلم يحرم الله علينا اشياء ويمنعنا

عنها إلا لأنها تؤذينا بصدق .. لا أعرف كيف اختتم كلامي إلا بآية عظيمة تحمل لنا

تحذير من خالقنا عز وجل .. إذا لم ننتبه له ستصبح حياتنا كتلة من الاكتئاب والندم ..

قال تعالى : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا

عَظِيمًا) ..

والآن الواجب العملي والعهد الذي نأخذه على أنفسنا في هذه اللحظة .. أن نقاطع هذه

الأفلام والمسلسلات .. وأن نترك كل ما من شأنه أن يجعلنا ننحرف عن جادة الصواب

وطريق الهدى ..

وفي الختام أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الجنة وأن يشغلنا بما خُلقنا لأجله

لا ما خلقه لنا .. هو ولي ذلك والقادر عليه .



2 التعليقات:

زائر يقول...

كلماتكم تنطق .. أقسم بالله تنطق .. زادكم الله إبداعا .. ورجاء لا تكتفوا بدفن هذا الموضوع الرائع هنا .. راسلوا المواقع الأخري والشهيرة منها .. فآفة المدونات أنها تدفن صاحبها.

هند سلامة يقول...

جزاكم الله خيرًا وبارك لكم .. سنحاول جاهدين إن شاء الله .

إرسال تعليق